Shumookh Queen صاحبة الموقع
تاريخ التسجيل : 08/01/2010
| موضوع: الناس والدنيا الإثنين أكتوبر 25, 2010 11:16 pm | |
| إن من نظر إلى الدنيا بعين البصيرة أيقن أن نعيمها ابتلاء وحياتها عناء وعيشها كبد ونكد ، وأهلها منها على وجل إما نعمة زائلة أو بلية نازله أو منية قاضية ، من استغنى فيها فتن ومن افتقر فيها سخط وحزن من أحبها أذلته من نظر إليها أعمته . والناس فيها طائفتان
طائفة فطناء .. علموا أنها ظل زائل ونعيم حائل وأضغاث أحلام ، بل فهموا أنها نعم في طيها نقم ، وعرفوا أن هذه الحياة الفانيه طريق إلى الحياة الباقيه ، فرضوا منها باليسير وقنعوا فيها بالقليل ، فاستراحت قلوبهم وأبدانهم وسلم لهم منها دينهم ، وكانوا عند الله من المحمودين لم تشغلهم دنياهم عن طاعة مولاهم ، جعلوا النفس الأخير وما وراءه نصب أعينهم ، وتدبروا ماذا يكون مصيرهم وفكروا كيف يخرجون من الدنيا وإيمانهم سالم لهم ، وما الذي يبقى معهم منها في قبورهم ، وما الذي يتركوه للورثة من بعدهم في الدنيا ، أدركوا كل هذا فتأهبوا للسفر وأعدوا الجواب للحساب وقدموا الزاد للمعاد (وخير الزاد التقوى) .. طوبى لهم خافوا فأمنوا وأحسنوا ففازوا
وطائفة أخرى جهلاء .. عمي البصائر ، لم ينظروا في أمرها ولم يكتشفوا سوء حالها ومآلاها ، برزت لهم بزينتها ففتنتهم ، فإليها أخلدوا وبها رضوا ولها اطمأنوا ، حتى ألهتهم عن الله تعالى وشغلتهم عن ذكره و طاعته {ولا تكونوا كالّذين نسوا اللّه فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون} ، نسوا الله أهملوا حقوقه وما قدروه حق قدره ، ولم يراعوا لانهماكهم في الدنيا مواجب أوامره ونواهيه ، لذا { فأنساهم أنفسهم } جعلهم بسبب ذلك ناسين لها حتى لا يسمعوا ما ينفعها ولم يفعلوا ما يخلصها ، وسيرون يوم القيامة من الأهوال ما ينسيهم أرواحهم ويجعلهم حيارى ذاهلين { يوم ترونها تذهل كلّ مرضعة عمّا أرضعت وتضع كلّ ذات حمل حملها وترى النّاس سكارى وما هم بسكارى ولكنّ عذاب اللّه شديد } قال بعض السلف : اجتهادك فيما ضمن لك مع تقصيرك فيما طلب منك دليل على انطماس البصيرة منك . أقاموها فهدمتهم واعتزوا بها من دون الله فأذلتهم ، أكثروا فيها الآمال وأحبوا طويل الآجال ونسوا الموت و ما وراءه من أهوال .. فخاب أملهم و ضل سبيلهم وخسروا الدنيا و لم يدركوا الآخرة ركنوا إلى الدنيا الدنية ... و تبوؤا الرتب العلية حتى إذا غروا بها ... صرعتهم أيدي المنية
أخي / أختي في الله .. إن من غفل عن نفسه تصرمت أوقاته ، ثم اشتدت عليه حسراته وأي حسرة على العبد أعظم من أن يكون عمره عليه حجة وتقوده أيامه إلى المزيد في الردى والشقوة . إن الزمان وتقلباته أنصح المؤدبين وإن الدهر بقوارعه أفصح المتكلمين فانتبهوا بإيقاظه و اعتبروا بألفاظه ورد في الأثر.. أربعة من الشقاء : جمود العين - وقسوة القلب - وطول الأمل - والحرص على الدنيا
حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا | |
|
اميرة باحساسي طاقم الادارة
تاريخ التسجيل : 06/02/2010
| موضوع: رد: الناس والدنيا الجمعة أكتوبر 29, 2010 8:04 am | |
| جــــــــــــــزاك الله خـــــــــير وجعلــة بموازيين حســـناتك ودي لقلبك الطاهــر | |
|